لو كان بالإمكان هنا، لامتدت الآه إلى مالا نهاية، فبعدك لا أملك غير الآه الطويلة إلى نهاية العمر. الآه التي تنطلق كل لحظة وكأنها النار الثائرة من بركان القلب المفجوع بك الذي تتناثر حممه دموعاً حارقة، تعصف ببقايا الاحتمال لما يحدث في هذه الحياة التي تتفنن في تلويعنا بالفجائع.
حتماً حتى لو كنتُ حاضراً بينهم، بين الذين شيعوك، حتى لو دفنوك من ذا الذي يطاوعه قلبه ليهيل التراب على العطر. من يستطيع أن يدفن الورد والجمال والعشق الأسطوري للحياة، من هو الذي يجرؤ على أن يشهد ويشاهد دفن الحياة بكل صخبها وطربها وفنها وجمالها وحبورها في حفرة صغيرة، ثم ينفض يديه ويعود إلى حرقة الذكريات ومرارة الفراق لشخص كان صانع الحياة.
ربما كانت رحمة من الله بي ألاّ أكون موجوداً ساعة رحيلك، لأني لا أستطيع أن أكون شاهداً ومشاركاً في إعلان مغادرتك، بالنسبة لي لا يمكن أن أستوعب أنك رحلت وغادرت، فكيف بحضور اللحظة التي يردد فيها الجميع «عظّم الله أجركم في عبدالله السقاف»، كيف سيكون حالي وأنا عبدالله وأنت أنا، منذ أول يوم عرفتك إلى آخر لحظة شاهدتك فيها وأنت تقاوم التعب بكبرياء الفرسان وفروسية النبلاء وشموخ الشجعان وصمود العاشقين لكل جميل في الحياة.
ما زالت رائحة ذلك النهار الجازاني الذي عرفتك فيه للمرة الأولى في منزلنا عالقة كوشم جميل في الذاكرة يستعصي على النسيان، وما زالت اللحظة الأخيرة التي ودعتك فيها قبل سفري تعبث بكل صبري وتصبّري واحتمالي.
عمرٌ عشتَه يا أبا فيصل لم ترضخ خلاله لأي شيء يريد أن يحرمك لحظة فرح وجمال، حتى الحزن الهائل برحيل ابنك فيصل ورحيل أمك التي وهبتها عمرك، وحتى خيباتك في كثير من البشر الذين كانوا يدورون في فلك جمالك ثم خذلوك، كل شيء تربص بك كنت قادراً على الانتصار عليه، لصالح النبل والتسامح والمروءة وحب الحياة التي لا تحتمل الضغائن. كنت ساخراً بمنغصات الحياة وهازئاً بلؤمها، تبحث كل صباح عن مشروع جديد للفرح، ولا تلتفت للأشواك التي تملأ الوقت والدروب. يتساوى لديك الريال الواحد والمليون لأنك لم تكن حريصاً على المال بقدر ما كنت أحرص على صناعة الجمال بأي ثمن وبدون ثمن، الجمال هو صناعة الأرواح الجميلة وليس صناعة المال، لهذا كنت جميلا في كل أحوالك وظروفك، وكنت تنثر الجمال على كل من يعرفك ويحيط بك.
لم أشاهد في حياتي يا عبدالله شخصاً غيرك يبتسم حتى وهو يغط في نومه، ابتسامة حقيقية وليست من الخيال. ولم أعرف أحداً غيرك يعلو صوته بالغناء حتى في أشد لحظات التعب. لم تكن منكسراً في أي لحظة، بل منتصراً دائماً لأنك انحزت إلى الأمل والتفاؤل وانتظار الأجمل.
مثلك يكون الحزن عليه كبيراً ودائماً لأنك نموذج فريد لأناس أصبحوا نادرين في هذا الزمن.
رحمك الله..
رحمك الله يا «عبدالله السقاف».
حتماً حتى لو كنتُ حاضراً بينهم، بين الذين شيعوك، حتى لو دفنوك من ذا الذي يطاوعه قلبه ليهيل التراب على العطر. من يستطيع أن يدفن الورد والجمال والعشق الأسطوري للحياة، من هو الذي يجرؤ على أن يشهد ويشاهد دفن الحياة بكل صخبها وطربها وفنها وجمالها وحبورها في حفرة صغيرة، ثم ينفض يديه ويعود إلى حرقة الذكريات ومرارة الفراق لشخص كان صانع الحياة.
ربما كانت رحمة من الله بي ألاّ أكون موجوداً ساعة رحيلك، لأني لا أستطيع أن أكون شاهداً ومشاركاً في إعلان مغادرتك، بالنسبة لي لا يمكن أن أستوعب أنك رحلت وغادرت، فكيف بحضور اللحظة التي يردد فيها الجميع «عظّم الله أجركم في عبدالله السقاف»، كيف سيكون حالي وأنا عبدالله وأنت أنا، منذ أول يوم عرفتك إلى آخر لحظة شاهدتك فيها وأنت تقاوم التعب بكبرياء الفرسان وفروسية النبلاء وشموخ الشجعان وصمود العاشقين لكل جميل في الحياة.
ما زالت رائحة ذلك النهار الجازاني الذي عرفتك فيه للمرة الأولى في منزلنا عالقة كوشم جميل في الذاكرة يستعصي على النسيان، وما زالت اللحظة الأخيرة التي ودعتك فيها قبل سفري تعبث بكل صبري وتصبّري واحتمالي.
عمرٌ عشتَه يا أبا فيصل لم ترضخ خلاله لأي شيء يريد أن يحرمك لحظة فرح وجمال، حتى الحزن الهائل برحيل ابنك فيصل ورحيل أمك التي وهبتها عمرك، وحتى خيباتك في كثير من البشر الذين كانوا يدورون في فلك جمالك ثم خذلوك، كل شيء تربص بك كنت قادراً على الانتصار عليه، لصالح النبل والتسامح والمروءة وحب الحياة التي لا تحتمل الضغائن. كنت ساخراً بمنغصات الحياة وهازئاً بلؤمها، تبحث كل صباح عن مشروع جديد للفرح، ولا تلتفت للأشواك التي تملأ الوقت والدروب. يتساوى لديك الريال الواحد والمليون لأنك لم تكن حريصاً على المال بقدر ما كنت أحرص على صناعة الجمال بأي ثمن وبدون ثمن، الجمال هو صناعة الأرواح الجميلة وليس صناعة المال، لهذا كنت جميلا في كل أحوالك وظروفك، وكنت تنثر الجمال على كل من يعرفك ويحيط بك.
لم أشاهد في حياتي يا عبدالله شخصاً غيرك يبتسم حتى وهو يغط في نومه، ابتسامة حقيقية وليست من الخيال. ولم أعرف أحداً غيرك يعلو صوته بالغناء حتى في أشد لحظات التعب. لم تكن منكسراً في أي لحظة، بل منتصراً دائماً لأنك انحزت إلى الأمل والتفاؤل وانتظار الأجمل.
مثلك يكون الحزن عليه كبيراً ودائماً لأنك نموذج فريد لأناس أصبحوا نادرين في هذا الزمن.
رحمك الله..
رحمك الله يا «عبدالله السقاف».